يمضي لبنان قدمًا في الاستكشاف عن النفط والغاز وبالتالي، عليه أن يعزّز التحالفات الإقليميّة بين الدول الشرق أوسطيّة التي قد تمارس ضغوطات على بيروت للانضمام لها، أو تعزلها من الأسواق العالميّة.
ففي شهر كانون الثاني، وقّت اليونان وقبرص وإسرائيل عقدًا لبناء خط أنابيب غاز في شرقي المتوسّط لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا، وقد عارضت تركيا هذه الخطوة بقوّة.
وفي الوقت عينه، وافقت سبع دول أي مصر وفلسطين والأردن وإيطاليا واليونان وقبرص وإسرائيل على إرساء الأسس لمنتدى الشرق الأوسط للغاز الذي يهدف إلى إنشاء سوقًا إقليميّةً للغاز وتشارك الأعباء المادّيّة للبنى التحتيّة ما يؤدّي إلى خفض الأسعار.
ومن ناحية أخرى، عزّزت تركيا تحالفها مع ليبيا، ما سمح لها باكتساب مساحات شاسعة قبالة شواطئ طرابلس، وقد أشار الرئيس التركي إلى أنّه "لم يعد ممكنًا قانونًا" أن تحصل عمليّات التنقيب وأن يبنى خط للأنابيب بدون موافقة تركيا وليبيا سويًا.
وتعتبر روسيا لاعبًا ذات تأثير كبير في المنطقة نظرًا للعقود التي أبرمتها مع سوريا وليبيا والعراق في مجال النفط والغاز.
فشركة نوفاتيك الروسيّة هي ضمن الائتلاف الذي فاز باتّفاقيّتي استكشاف وإنتاج في لبنان.
ويشير الأستاذ في الدراسات الاستراتيجيّة والعميد في الجيش اللبناني المتقاعد الياس حنّا إلى أنّ " لبنان يتواجد في خضمّ القوى المحرّكة الإقليميّة وهو بلد صغير عليه أن يتّخذ قرارات كثيرة".
وضيف أنّ الضغوطات التي ستمارس على لبنان في حال استكشاف كمّيّة كبيرة من المواد الهيدروكربونيّة ستكون كبيرة على الأرجح، وفي هذه الحالة تصبح كيفيّة تصدير هذه المواد مسألة محوريّة.
يرى حنّا أن روسيا كانت تحاول أن "تحتكر" منطقة شرقي المتوسّط وأنّها قد تصبح لاعبًا أساسيًّا في لبنان، وأنّه من غير المرجّح أن ينضمّ لبنان إلى منتدى الشرق الأوسط للغاز نظرًا لمشاركة إسرائيل فيه. ففي الحقيقة، ما زالت الدولتان في حالة حرب.
ويضيف حنا أنّ "لبنان موجود في موقع يرغمه على إعطاء الأولويّة لاقتصاده وليس للاعتبارات الجيوسياسيّة، ولكن نظرًا للواقع الإقليمي، قد يعاني لتحقيق هذا الشيء".
الصورة من Gatestone Institute